خطبة الجمعة القادمة : حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) من الميلاد إلى البعثة ، للشيخ طه ممدوح
خطبة الجمعة القادمة 30 سبتمبر 2022م بعنوان : حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) من الميلاد إلى البعثة ، للشيخ طه ممدوح، بتاريخ 4 ربيع أول 1444هـ ، الموافق 30 سبتمبر 2022م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 30 سبتمبر 2022م بصيغة word بعنوان : حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) من الميلاد إلى البعثة ، للشيخ طه ممدوح
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 30 سبتمبر 2022م بصيغة pdf بعنوان : حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) من الميلاد إلى البعثة ، للشيخ طه ممدوح
عناصر خطبة الجمعة القادمة 30 سبتمبر 2022م بعنوان : حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) من الميلاد إلى البعثة، للشيخ طه ممدوح:
أولًا: ميلادُ النبيِّ – صلَّى اللهُ عليه وسلم – ونشأتُهُ
ثانيًا: شقُّ صدرهِ (صلَّى اللهُ عليه وسلم) والحكمةُ مِن ذلك
ثالثًا: اشتغالُ الرسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلم برعيِ الغنمِ والتجارةِ والحكمةُ مِن ذلك
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 30 سبتمبر 2022م ، بعنوان : حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) من الميلاد إلى البعثة ، كما يلي:
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِه العزيزِ: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)، وأشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهُمّ صلِّ وسلم وباركْ عليه، وعلي آلِهِ وصحبِهِ، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلي يومِ الدينِ، وبعــــدُ:
ففِي مثلِ هذه الأيامِ المباركةِ مِن كلِّ عامٍ وفي شهرِ ربيعٍ الأولِ يستقبلُ المسلمونَ في مشارقِ الأرضِ ومغاربِهَا ذكري ميلادِ الحبيبِ المصطفَى (صلَّي اللهُ عليه وسلم)، الذي شهدَ لهُ الأنبياءُ برسالتِهِ قبلَ مولدِهِ، وأقرُّوا لهُ بنبوتِهِ قبلَ بعثتِهِ، لكنْ كيفَ نحتفلُ بميلادِ نبيِّنَا (صلَّي اللهُ عليه وسلم) احتفالًا يليقُ بنَا، ويكونُ سببًا في شفاعةِ نبيِّنَا لنَا يومَ القيامةِ؟ فمِن الاحتفالِ الأمثلِ هو أنْ نتعرفَ على حياتهِ (صلَّي اللهُ عليه وسلم):
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة
أولًا: ميلادُ النبيِّ – صلَّى اللهُ عليه وسلم – ونشأتُهُ
لقد كان ميلادُ الرسولِ – صلَّى اللهُ عليه وسلم – ميلادَ نورٍ وخيرٍ وبركةٍ للأمةِ كلِّهَا، وهذا النورُ لم يكنْ معنويًّا فقط، بل كان نورًا حسيًّا رآهُ كلُّ الناسِ على السواءِ، ففي ليلةِ مولدِهِ ـ صلَّى اللهُ عليه وسلم ـ رأتْ أُمُّهُ نورًا خرجَ منها أضاءَ لها قصورَ الشامِ، فقد روى ابنُ هشامٍ في السيرةِ النبويةِ، وابنُ كثيرٍ في البدايةِ والنهايةِ: ” أنَّ النبيَّ- صلَّى اللهُ عليه وسلم – سُئِلَ عن نفسهِ فقال: أنَا دعوةُ أبي إبراهيم، وبُشْرَى عيسَى، ورأتْ أمّيِ حين حملتْ بيِ أنَّهُ خرجَ منها نورٌ أضاءَ لها قصورَ الشامِ، واسترضعتُ في بني سعدِ بنِ بكرٍ ” .
وُلِدَ صلَّى اللهُ عليه وسلم مِن أبوينِ كريمينِ كبقيةِ البشرِ، مِن نكاحٍ لا مِن سفاحٍ، (لم يصبْهُ شيءٌ مِن ولادةِ الجاهليةِ)، فأبوهُ عبدُ اللهِ، تُوفيَ وهو حملٌ في بطنِ أمّهِ، فكفلَهُ جدُّهُ عبدُ المطلبِ إلى سنِّ الثامنةِ، ثم ماتَ، فبقيَ في كفالةِ عمِّهِ أبي طالبٍ إلى أنْ تُوفِّيَ وللنبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- مِن العمرٍ خمسون سنة، وأمُّهُ آمنةُ بنتُ وهبٍ تُوفيتْ وهو ابنُ ستِّ سنين، ومرضعتُهُ حليمةُ السعديةِ، وحاضنتُهُ أمُّ أيمنِ الحبشية؛ فهو مِن أوسطِ العربِ نسبًا، وأكرمِهِم قبيلةً، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلم-: “إِنَّ اللهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ” (صحيح مسلم)، وقد تهيأتْ الأرضُ لولادتهِ، وانتظرتْ الدنيا قدومَهُ، وغضبَ الشيطانُ مِن بعثتهِ، لمّا وُلِدَ الرَّسُولُ الْمُصْطَفى، وقرَّتْ بِهِ عُيُونُ أهلِ الوفا والصفا، وَظهرَ إِلَى الْوُجُودِ رَحْمَةً إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، وكُسيَ مِن أَجلِهِ الْوُجُودُ أَفْخَرَ لِبَاسٍ، وَفُتِّحتْ أَبْوَابُ الْجنانٍ، وتزخرفتْ لقدومهِ استبشارًا، وخمدتْ النيرَانُ وأُغلقَ مِنْهَا الْأَبْوَابُ مِنَّةً وإشعارًا، وَانْشَقَّ عِنْد ذَاك إيوَانُ كِسْرَى لهيبتِهِ، حَتَّى سمعَ الْقَوْمُ صَوتَ انصداعِهِ ورَجَّتهِ، وَسَقَطتْ مِنْهُ أَربعُ عشرَةَ شرفةً، وخمدتْ نَارُ فَارسَ الَّتِي كَانُوا يعبدُونَها، وَلم تخمُدْ قبلَ ذَلِك بِأَلفِ عَامٍ بل كَانُوا يوقِّرونَهَا، فَلَمَّا خمدتْ يَوْمَ المولدِ الشريفِ، لم يقدرْ على إيقادِهَا القويُّ مِنْهُم وَلَا الضَّعِيفُ، وغاضَتْ بحيرةُ ساوة بعدَ أَنْ كَانَتْ السفنُّ فِيهَا تُركَبُ، فأضحتْ لَيْلَةُ المولدِ الشريفِ وأرضُها يابسةٌ وَمِنْهَا يُتَعَجَبُ، وحُرِسَ السَّمَاءُ بِالشُّهُبِ، وَمُنِع مِنْهَا كلُّ شَيْطَانٍ، وتكسرتْ تَعْظِيمًا لَهُ الْأَصْنَامُ والصلبانُ، وانفلقتْ عَنهُ البرمةُ الَّتِي وضعتْ عَلَيْهِ فِرْقَتَيْن، وشُقَّ بَصَرهُ ينظرُ إِلَى السَّمَاءِ رَأْي الْعينِ”.
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة
ثانيًا: شقُّ صدرهِ (صلَّى اللهُ عليه وسلم) والحكمةُ مِن ذلك
في حياةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم ومنذُ صغرِ سِنّهِ مِن المعجزاتِ والإرهاصاتِ الكثير، جاءتْ لتدلَّ على أنَّه خاتمُ النبيينَ بحقٍّ، وأنَّه سيدُ ولدِ آدمَ، وأنَّه إنسانُ الكمالِ الذي جاءَ ليتمِمَ مكارمَ الأخلاقِ وليكونَ للناسِ فيه أسوةٌ حسنة؟، لِمَن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ.
ومن هذه الإرهاصَاتِ التي وقعتْ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلم حادِثُ شقِّ صدرِهِ الشريف، ودلَّلَ عليها القرآنُ الكريمُ في قولِهِ تعالَى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}، والذي حدَثَ مرَّتينِ الأولَى في حالِ الطفولَةِ وهو ابنُ أربعِ سنواتٍ وكان لتنقِيَةِ القلبِ الشريفِ مِن مغمزِ الشيطانِ، وليُطهَّرَ ويُقدّسَ مِن كلِّ خُلقٍ ذميمٍ، حتى لا يتلبَّسَ بشيءٍ مِمّا يُعابُ على الرجالِ، وحتى لا يكونَ فى قلبهِ شيءٌ إلّا التوحيدُ مِن الصِغَرِ.
وكان شقُّ الصدرِ في المرةِ الأولَى كما في بعضِ الرواياتِ: بماءِ زمزم، وقيل: بالثلجِ؛ وذلك ليناسبَ ثلجَ اليقينِ وبَرْدَهُ على الفؤادِ، وبعدهَا صارَتْ أفضلُ أوقاتِ الحبيبِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّم تمضِي في التأملِ والصمتِ، وعرفَ وجهُهُ لونَ الجدِّ العذبِ والحكمةِ التي تميزُ وجوهَ كبارِ الرجالِ.
فالحكمةُ في شقِّ صدرِ النبيِّ صلَّى الله عليهِ وسلَّمَ في طفولتِه ظاهرةٌ، بينها الحديثُ الواردُ في القصَّةِ، وهي استخراجُ العلقةِ التي كانتْ في صدرهِ الشريفِ، وتطهيرِهِ مٍن حظِّ الشيطانِ فيهِ، فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ، فَاسْتَخْرَجَ الْقَلْبَ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً، فَقَالَ: هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لَأَمَهُ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ، وَجَاءَ الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى أُمِّهِ – يَعْنِي ظِئْرَهُ – فَقَالُوا: إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ، فَاسْتَقْبَلُوهُ وَهُوَ مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ، قَالَ أَنَسٌ: وَقَدْ كُنْتُ أَرَى أَثَرَ ذَلِكَ الْمِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ”(رواه مسلم)، ومعنى فَاسْتَخْرَجَ (مِنْهُ عَلَقَةً) أَيْ: دَمًا غَلِيظًا، وَهُوَ أُمُّ الْمَفَاسِدِ وَالْمَعَاصِي فِي الْقَلْبِ (فَقَالَ: هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ)، أَيْ: نَصِيبُهُ لَوْ دَامَ مَعَكَ .
وأمَّا لماذَا لم يقعْ التطهيرُ مِن غيرِ شقِّ؟ فاللهُ تعالَى أرادَ ذلك لحكمةٍ هو يعلمُهَا، ولا يُسألُ عمَّا يَفعلُ، ولم نقفْ على كلامٍ لأهلِ العلمِ في بيانِ هذه الحكمةِ، ولعلَّ الحكمةَ هي إظهارُ كرامةِ هذا النبيِّ الكريمِ على اللهِ تعالَى، وعنايتِهِ بهِ، فإنَّهُ لو أزالَ تلكَ العلقةَ بدونِ إرسالِ الملكِ وشَقِّ الصدرِ لرُبَّمَا خفيتْ على الناسِ هذه الكرامةُ، وهذا التطهيرُ.
*****
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ علي خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنَا محمدٍ(صلَّي اللهُ عليه وسلم)، وعلي آلهِ وصحبِه أجمعين.
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة
ثالثًا: اشتغالُ الرسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلم برعيِ الغنمِ والتجارةِ والحكمةُ مِن ذلك
أولُ ما اتجَهَ إليهِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن العملِ هو رعيُ الغنمِ في بنِي سعدٍ مع إخوتِهِ مِن الرضاعَةِ ثُمَّ رعاهَا في مكةَ، وعَمَلُ نبيِّنَا صلَّى اللهُ عليه وسلم برعِيِ الغنمِ ليسَ أمرًا خاصًا بهِ دونَ الأنبياءِ، بل كانَ ذلكَ لهُ ولإخوانِهِ مِن الأنبياءِ صلواتُ اللهِ عليهم جميعًا، فعن أبي هريرَةَ رضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (ما بَعَثَ اللهُ نبيًّا إلَّا رَاعيَ غنمٍ، قال لهُ أصحابُهُ: وأنتَ يا رسولَ اللهِ! قال: وأنا) (رواه ابنُ ماجه)، وعن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضي اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلم سُئِلَ: (أكنْتَ ترعَى الغنمَ؟ قال: نعمْ، وهل مِن نبيٍّ إلَّا رعَاهَا) (رواه البخاري).
فقد كانتْ أولَ مهنةٍ عملَ لها الرسولُ – صلَّى اللهُ عليه وسلم- مهنةُ رعيِ الغنمِ، وبدَأَ الرسولُ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- في رعيِ الأغنامِ منذُ طفولتِهِ، فقد كان يرعَى غنمَ أهلهِ وكانَ يرعَى الأغنامَ لأهلِ مكَّةَ ليكتسبَ رزقَهُ وقوتَهُ، ورعْيُ الأغنامِ كانتْ حرفةَ معظمِ الأنبياءِ، فقد رعَى الرسولُ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- الغنمَ قبلَ أنْ يُبعثَ نبيًّا للناسِ، واكتسبَ مِن الرعيِ صفاتًا تُعينُهُ على النبوةِ، كالصبرِ والرحمةِ والألفةِ والرعايةِ والعنايةِ، والتمهلِ والرفقِ والعطفِ والحرصِ والمسؤوليةِ، وسببُ عملِهِ وسعيِهِ لتحصيلِ الرزقِ أنْ لا يكونَ عبئًا وعالةً على عمِّهِ أبي طالبٍ الذي آواهُ بعدَ يُتمِهِ.
والحكمةُ مِن عملِ الرسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلم في رعيِ الغنمِ أنَّهُ اكتسبَ العديدَ مِن الصفاتِ مِن رعْيهِ للأغنامِ، وتتجلَّى الحكمةُ مِن ذلك في توليهِ النبوةَ فعندمَا جاءَ التكليفُ للرسولِ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- كان لديهِ مِن الأساليبِ والصفاتِ ما يؤهلُهُ لذلك حقَّ التأهلِ، فاللهُ -عزَّ وجلَّ- علَّمَهُ قواعدَ ومبادئَ الحياةِ، والعبوديةَ لهُ وحدَهُ أثناءَ حياتهِ العمليةِ برعيِ الأغنامِ، فكان -صلَّى اللهُ عليه وسلم- خيرَ قائدٍ وقدوةٍ لأمةِ محمدٍ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- تحديدًا وللبشريةِ جمعاء.
وعملَ الرسولُ في التجارةِ بعدمَا بلغَ سنَّ الرشدِ توقفَ عن رعيِ الغنمِ وتوجَّهَ للتجارةِ، فعملَ الرسولُ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- في التجارةِ مع عمهِ أبي طالبٍ، و بدايةً لم يكنْ عمُّهُ موافقًا على سفرهِ في التجارةِ، لكنَّ الرسولَ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- أصرَّ على عمِّهِ حتى أقنعَهُ بالسفرِ للتجارةِ، حتى أنَّ عمَّهُ أصبحَ لا يخرجُ للتجارةِ والسفرِ إلَّا والرسولُ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- معَهُ، وخرجَ النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- للتجارةِ بمالِ السيدةِ خديجةَ -رضي اللهُ عنها- في الشامِ، فالسيدةُ خديجةُ -رضي اللهُ عنها- عندمَا سمعتْ عن أخلاقِ الرسولِ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- مِن صدقٍ وأمانةٍ أعجبَهَا ذلك فأرسلتْ لهُ أنْ يأتِي للتجارةِ بمالِهَا، وعَمَلُ الرسولِ -صلَّى اللهُ عليه وسلم واجتهادُهُ وسعيُهُ في الكسبِ والرزقِ الحلالِ الذي يُرضِي اللهَ -عزَّ وجلَّ- هو مِن أهمِّ صورِ الاقتداءِ بهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلم-، بأنْ يسعَى العبدُ المسلمُ لطلبِ الرزقِ، مهمَا كان الرزقُ، قلَّ أم كثُرَ؛ وذلك لأنَّ الكسبَ مِن عملِ وجهدِ المرءِ نفسهِ أفضلُ الكسبِ.
والحكمةُ مِن عملِ الرسولِ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- بالتجارةِ تجلّتْ في أنْ يتعرفَ النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- على البلادِ المجاورةِ وأنْ يتعرفَ على الناسِ واختلافاتِهِم، وكي يعرفَ مِن خلالِ ذلك الطبائعَ والصفاتِ والأخلاقَ التي يمتازُ بها كلُّ شعبٍ، فكلُّ ذلك كان قبلَ بعثتهِ نبيًّا للأمةِ الإسلاميةِ مِمّا له فائدةٌ عليهِ في الدعوةِ إلى اللهِ -عزَّ وجلَّ-.
فاللهم اجعلنَا مِن المحبينَ للهِ ولرسولهِ، واحفظْ مصرَ وسائرَ بلادِ العالمين
الدعاء ،،،،،،
كتبه: الشيخ طه ممدوح عبد الوهاب
الإمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف